عبيد بوملحه

في عالمٍ يزدحم بالصوت، اختار أن يُنصت.هذه الرواية لا تسرد حدثاً عظيماً، بل تُعيد تشكيل المعنى في التفاصيل التي نعبرها دون انتباه. في الأحاديث العابرة، في لحظات الانتظار، في الأبواب التي تُطرَق دون أن تُفتح، تنبع الحكاية من الهامش، من الصمت، من السؤال الذي لا يُقال.بين سخرية ناعمة وواقعية تلامس الفلس..

ليس مجنوناً… لكنه يرى ما لا نراه.وليس عادياً… لكنه يقف حيث تنهار الحدود بين العبث والحكمة.في "الذبابة"، نعيش داخل رأس رجل لا يشبه إلا نفسه، يتأرجح بين أحلام اليقظة وحواراته مع الذباب، بين وظيفة حارس أمن وحوارات داخلية تفضح هشاشة العالم من حوله.لا شيء يبدو جاداً… لكنه في العمق يفضح الجميع.رواية ساخرة..

هذه ليست نصوصاً، بل شظايا تتطاير من رأس مُثقل بالكوابيس.كلّ جملة تنظر إليك… لا لتُحدّثك، بل لتختبرك.ينبش الذاكرة بحرف حاد، ويضعها أمامك: عارية، مرتجفة، تنزف.لا يروي حكاية، بل يترك أثرها.لا يمشي معك، بل يسبقك بخطوة في الظلام.في هذا الكتاب، لا أبطال، ولا نهايات.فقط لحظات قصيرة تنفجر بصمت، وتترك رماداً..

ليست رواية عابرة عن حيّ شعبي أو صبية يلهون في الزقاق.بل هي شهادة مسرّبة من قلب صبيّ وُلد في عالم، واستفاق في آخر لا يعترف بالمنطق، ولا يحتكم إلا لصوت الآيسكريم، وركلات "الخرس"، ونظرات "سپانة" المائلة بين الحنان والصفعة.وهنا يكتب عبيد عن الزعامة ليس بالمعنى المعروف، بل فوضى منظمة، حيث تُقاس القيم بجر..